قيود العالم الموسوعي إبراهيم الحلبي المداري : تحليل وتقييم

Authors : Münzir Şeyhhasan

Pages : 373-409

Doi:10.32955/neu.istem.2024.10.2.02

View : 97 | Download : 64

Publication Date : 2024-12-31

Article Type : Research Paper

Abstract :يُعتبر إبراهيم الحلبي المداري (1190هـ/1776م) أحد العلماء الموسوعيين في القرن الثاني عشر الهجري/الثامن عشر الميلادي؛ حيث برعَ في علم الكلام والفقه والتصوف والمنطق وعلوم اللغة والفلك والرياضيات وغيرها، وتركَ في كُلِّ فنٍّ كتابًا على الأقل. ولد الحلبي بين عامي 1100-1113هـ/1688-1701م تقريبًا في مدينة حلب وتلقى أول تعليمه فيها، رحل مبكرًا إلى مصر لطلب العلم ومكث فيها سبع سنوات، عاد بعد ذلك لمسقط رأسه ثم استكمل أسفاره في طلب العلم للشام والحجاز ومصر مرة ثانية، غلب على الحلبي دراسة العلوم العقلية في مصر، ودراسة العلوم النقلية في الشام والحجاز. سافرَ الحلبي أواخر سنة 1153هـ/1740م على رأس وفدٍ إلى إستانبول ليلتقي براغب باشا (ت. 1176هـ/1763م) رئيسِ الكُتَّاب آنذاك، ولمَّا اطَّلعَ راغب باشا على علم الحلبي وسَعَةِ اطلاعِهِ طلبَ منه البقاءَ في إستانبول وجعلَهُ أمينًا (حافظ الكتب) لمكتبته. باعتباره مسؤولًا عن مكتبة راغب باشا فإنا نجدُ خطَّ الحلبي على العديد من النسخ الخطية في هذه المكتبة، لا سيما في كتب علم الكلام والتصوف والحكمة والفلك؛ حيث عثرتُ على سبعٍ وأربعين رسالة عليها خط الحلبي، منها عشر رسائل هي مؤلفاته مكتوبة كاملة بخط يده، وسبع رسائل لمؤلفاته أيضًا إلا أنها ليست بخطه؛ بل عليها تعليقاتٌ وقيود بخطه. ووقفت كذلك على تسع وعشرين رسالة لمؤلفات أخرى عليها خط الحلبي، وأخيرًا عثرتُ على ما يشبه الكراسة اليومية بخط الحلبي عليها قيود ومعلومات متنوعة، تعكس الحالة العلمية وبعض الأحداث التاريخية، والكوارث الطبيعية. قام الحلبي لكونه حافظًا لمكتبة راغب باشا بمقابلة العديد من النسخ الخطية مع أصولها؛ لذا فإن أكثر ما يميز قيود الحلبي هي تصحيحاته وتقويمه للنص، فضلًا أنَّا نجد في قيوده تعليقاتٍ نفيسة تحقق المسائل، ورسومات وجداول لتوضيح وتلخيص الموضوع، وأيضًا معلومات عن مؤلف الكتاب ومصادره، وكذلك معلومات تاريخية عن مكان قراءة الكتاب وزمانه، وغيرها من الفوائد القيمة، مما يضفي أهمية خاصة على نسخ هذه المكتبة على وجه التحديد. في هذه المقالة سنتعرض لقيود إبراهيم الحلبي المتكلم المحقق والصوفي الفذ، محاولين إلقاء الضوء على طبيعة هذه القيود وأنواعها؛ إذ يمكن حصر قيوده في ستة أنواع: قيود تفيد معلومات عن حياته الشخصية، وعن تلامذته وأساتذته، وعن النسخ الخطية وتصويب أخطائها واستكمال نواقصها ومعلومات عن مؤلفيها، وقيود فيها تحقيق وتحرير للمسائل، وبعضها فيها تعليقات لتوضيح عبارة المتن وتصويبها، وأخيرًا قيود تفيد معلومات عن الأحوال الجوية والكوارث الطبيعية والوقائع اليومية. كما سنحاول بيان إسهامات قيود الحلبي في التعريف بحقبة المؤلف الزمانية علميًّا وتاريخيًّا وجغرافيًّا، وبالتالي أثرها في رفع القيمة العلمية لمخطوطات مكتبة راغب باشا. فضلًا عن أثر الخلفية العلمية لإبراهيم الحلبي لا سيما الكلامية منها في هذه القيود.
Keywords : İbrahim el-Halebi el-Medari, kelam, Ragıp Paşa Kütüphanesi, kütüphaneci, Kuyûdât