توظيف الأمثال في شعر ذي الرُّمّة
Authors : Sacid Salih
Pages : 129-150
Doi:10.30623/hij.1313281
View : 37 | Download : 83
Publication Date : 2024-06-15
Article Type : Research Paper
Abstract :تناولت هذه الدراسة استعمال الأمثال في شعر ذي الرُّمّة )117 هـ/ 735م(، وطرائق توظيفه لها من جهة لغوية دلالية شاملة. وذلك أن الأمثالَ تُعدُّ من أقربِ فنونِ القولِ إلى قلوبِ الناسِ، وأكثرِها قَبولًا لديهم، وهي تمنحُ الكلام معاني كثيرةَ في ألفاظِ قليلة لِما فيها من بلاغةٍ في الاستعمالِ والكناية والتَّشبيه وغيرِ ذلك. وقد استعمل الشاعر ذو الرُّمّة الأمثال ووظّفها في شعره لغويًّا في ثلاث طرائق، هي: استعماله معنى المثل ولفظه كاملين، واستعماله المثل متصرفًا في ألفاظه، واستعماله معنى المثل مع بعض ألفاظه. وقد ظهرت في البحث كثير من جماليات الأسلوب في استعمال الأمثال، وأظهر هذا الاستعمال تفنُّن الشاعر في عرض معاني شعره على لسان الأمثال، وفي قالبها المختصر لفظًا الغزير معنى، وكذلك ظهرت آثار هذا الاستعمال في المعاني، فقد جعلتها الأمثال أكثر تأثيرًا وأقرب فهمًا، وأجمل عبارةً، وهذه من الفوائد البلاغية للأمثال، وقد رأينا فيها مواضيع بلاغية بيانية غزيرة كالتشبيهات والاستعارات والكنايات، مما جعلها تشكّل عناصر التصوير الفني في كل موضع استُعمِلت فيه. وللأمثالِ أهميّةٌ كبرى في اختزال المعاني بألفاظٍ قليلةٍ، وإيصالِ الإيحاءات المُعبِّرة والهادفة، وإرسالِ الأفكار عن طريق الرموزِ والإشارات الدلاليّة المختصرة، وتزداد أهميتها الجمالية أكثر إن استُعْمِلَت في الشعر، فتجمع مع جمالها جمال الشعر، وتضفي عليه رونقًا من رونقِها، ويغنى هو بها كذلك، إذ تضفي عليه إيجاز اللفظ وإصابة المعنى، وحسن التشبيه. وفي البحث ظهرت أهمية توظيف الأمثال في الشعر وأثرها الكبير في معناه ولفظه، فهو يختصر الألفاظ على الشاعر ويمده بمعان كثيفة مجموعة في ألفاظ قليلة لها إيحاءات تتواءم مع طبيعة الشعر ورسالته، ومن أثره في لفظ الشعر أنّه ينسجم انسجامًا تامًّا مع وزن الشعر وموسيقاه، وذلك لقصر المثل واعتماده في كثير من الأحيان على التقابل في الألفاظ والتضاد والجناس وغيرها من فنون البديع الأُخرى. وهذا عائدٌ إلى غزارة ثقافة الشاعر من جهة، ومن جهة أخرى إلى مقدرته اللغوية على مواءمة معنى المثل ولفظه مع معنى البيت ووزنه. وكان من وجه الفائدةِ في هذا البحثِ أن يُبيَّنَ إعرابُ كلِّ مثلٍ من الأمثالِ المعروضةِ في شعرِ ذي الرُّمَّةِ، لأنّ الإعرابَ يساعدُ في جلاء معنى المثل المُرادِ ويُساعدُ كذلك في بيانِ معنى بيتِ الشِّعرِ كاملًا متضمِّنًا المثل. ومن الملحوظ في استعمال ذي الرُّمّة للأمثال في شعره أنّه تصرَّف فيها بين تقديم وتأخير في بعض ألفاظِ الأمثال، وتعريفٍ وتنكيرٍ، وكذلك تصرَّف وغيَّرَ في إعرابِ بعض ألفاظِها حسبَ سياقِ الشعرِ ووزنه. وكانت ثمَّة فائدة كبيرة لاعتماد هذا البحث في استخراجِ أمثالِ الشاعرِ على ديوانِه بشرحِ أبي نَصْرٍ الباهليِّ (ت231هـ)، وروايةِ ثَعْلَبٍ (291هـ)، وتحقيقِ عبد القدّوس أبو صالح، فقد كانت تعليقاتُ أبي نَصْرٍ على بعضِ الأمثالِ في شعرِ ذي الرُّمَّةِ تُجلّي كثيرًا ممّا استُغْلِق من معانيها. وقد وجدْتُ قدرًا لا بأسَ به من شعرِه أدخلَ فيه الأمثالَ، واقتبسَ معانيها وألفاظَها، وتصرَّفَ بها على أنحاءٍ متعدِّدة. ورأيتُ أن أجمعَ هذه الأمثالَ التي وردتْ في شعرِه، وأدرسَها، وأبيِّنَ مدى أثرِها في شعرِه، على نحو لغوي نحوي وبلاغي، وذلك من خلال طرائقِ استعمالِه لها. وكنتُ قد رتَّبْتُ الأمثالَ الواردةَ في كلِّ طريقةٍ من استعمالِه على ترتيبِ حروفِ الهجاءِ المعهودِ، وأبَنْتُ مصادرَها، وأسبابَ إطلاقِها، وقصَّةَ كلِّ مثَلٍ منها، والوجهَ الذي تُضْرَبُ له، وتصرُّفَ ذي الرُّمَّةِ بها، وقد بيَّنتُ ما جرى مجرى الأمثالِ من شعرِه، وهي ثلاثة أبيات، واحدٌ منها في النسيب، واثنان في الحكمة. الكلمات المفتاحية: اللغة العربية، الشعر العربي، الأمثال، ذو الرُّمّة، لغة الشعر.Keywords : Arap Dili ve Belagati, Arap Şiiri, Atasözleri, Zürrumme, Şiir Dili